سبب اجتماع اليهود والنصارى على المسلمين
السؤال: إن اليهود يتهمون عيسى بأنه ابن زنا، ومع ذلك نرى توافقاً بين الكنائس اليهودية والنصرانية. فكيف هذا؟
الجواب: يقول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ))[المائدة:51] فاليهود والنصارى في حقيقتهم أعداء ويتحاربون, ويكذب بعضهم بعضاً, ويكفر بعضهم بعضاً, ولكنهم متعاونون يداً واحدة ومتناصرون على المسلمين, فهذا حالهم.
فإسرائيل تفعل المصيبة، وأمريكا تتخذ الفيتو هناك، وبينهم في الحقيقة خلاف شديد.
فالرئيس الأمريكي كارتر أكبر داعية للتنصير في العالم, وقد جاء إلى أفغانستان وباكستان والسودان والحبشة وكثير من الدول ينشر فيها النصرانية، ومع ذلك هو مع اليهود، واليهود يكفرونه ويكذبون بكتابه, ولا يصدقون بعيسى, ويكذبون بالإنجيل، ولكن مع هذه العداوة فاليهود والنصارى يد واحدة علينا، وهذا من هواننا على الله؛ لأنه إذا عصاه من يعرفه، سلط عليه من لا يعرفه، فتكالبت علينا الأمم كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وتداعت كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، فعندما تركنا الإيمان الصحيح والعقيدة الصحيحة, والعمل بكتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ اجتمعوا علينا.
فهم كما ذكر الله: ((تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى))[الحشر:14] واليهود أنفسهم مختلفون, وهم طوائف، والنصارى مختلفون, وهم طوائف، لكن يتوحدون بل توحدت معهم اليابان والصين والهند كلهم ضدنا, ففي أي يوم تفتح الإذاعات العالمية تسمع: المسلمون في سريلانكا أو الهند أو الصين أو إقريقيا يذبحون، ولو أن أحداً حلف -أظنه لا يحنث- أنه لا يمر يوم إلا وللمسلمين مذبحة أو مصيبة أو فتنة في أي مكان، على يد الهنود أو الصينيين أو في أمريكا أو أوروبا أو في أي مكان.
لقد هانوا علـى الله, لما تركوا كتـاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فسلط الله عليهم أعداءهم.
نسأل الله عز وجل أن يغفر لنا ذنوبنا, وأن يعيد هذه الأمة إلى رشدها وصوابها، وأن يلهمها الخير في الاعتقاد والقول والعمل إنه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين.